Thursday, 19 December 2013

الرعايا المشاركة في سجود الميلاد الثاني

"سجود الميلاد الثاني" 20-21 كانون الاول 2013
                                 



المشاركون في سجود الميلاد الثاني :

لبنان
1        البيت المريمي لجماعة قلب مريم المتحد بالصليب – المجيدل – جزين
2        كنيسة سيدة الانتقال – ابلح – البقاع
3        كنيسة مار عبدا – قنّابة صاليما
4        كنيسة مار جرجس – الديشونية
5        دير خادمات قلب مريم الطاهر الفرنسيسكانيات – مرجعيون
6        كنيسة القديسة ريتا – سن الفيل
7        كنيسة مار يوسف – بشلّي – جبيل
8        كنيسة سيّدة الوردية – غادير
9        كنيسة مار جرجس – الحدث
10    رعيّة مار الياس الحيّ- ميروبا
11    كنيسة السيّدة – عين إبل
12    دير سيّدة الكرمل - الحازميّة
13    كاتدرائيّة القيامة - الرابية – الربوة
14    كنيسة مار يوسف – الحجّة
15    كنيسة سيدة الانتقال - بسابا(بعبدا)
16    رعيّة سيّدة المعونات - عين الخروبة(والرعايا المجاورة)
17    كنيسة مار نهرا – عينطورة المتن
18    كنيسة السيّدة – عينطورة المتن
19    كنيسة سيّدة الخلاص – مرجبا
20    كنيسة مار عبدا – طنبوريت
21    كنيسة السيدة - بعبدات



سوريا
22    كنيسة السيّدة – وادي المجاوي – طرطوس
23    كنيسة مار انطونيوس الكبير بقطو - طرطوس
24    كنيسة مار يوسف الحفّة – طرطوس

الأردن
25    كنيسة القدّيس جورج – اربد

العراق
26    كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك – بغداد (المنصور)


Thursday, 31 October 2013

انطلاق سجود الميلاد الثاني




"سجود الميلاد الثاني"، لأجل مسيحيّي الشرق الأوسط


يُطلق تجمّع خليقة جديدة، في عيد جميع القدّيسين في الأول من تشرين الثاني 2013، "سجود الميلاد الثاني"، وهو عبادة سنويّة تقام خلال تساعيّة الميلاد، تدعو الى الصلاة (في الوحدة) لأجل مسيحيّي الشرق الأوسط، لخيرهم وتجدّدهم بالمسيح يسوع، من خلال 40 ساعة سجود متواصلة للقربان المقدّس في مختلف الرعايا في لبنان، الشرق الأوسط والعالم.

يبدأ سجود الميلاد الثاني الساعة الثامنة من صباح الجمعة 20 ك1 وينتهي عند منتصف ليل السبت 21 ك1.

تجدر الإشارة إلى مشاركة 53 رعيّة في سجود الميلاد الأول، ميلاد 2012، من مختلف بلدان العالم: لبنان، سوريا، الاردن، الأراضي المقدّسة، كندا والولايات المتحدة الاميركيّة.  
                                                          
لكلّ الرعايا الراغبة في المشاركة في "سجود الميلاد الثاني"، يرجى الاتّصال بتجمّع خليقة جديدة عبر إحدى الوسائل التالية:

تجمّع خليقة جديدة
961 3 257817

Monday, 28 October 2013

"القربان" حسب تعابير الكتاب المقدّس


مقالة للأب مارون مبارك، المرسل اللبناني

"في ذلك العشاء حمل يسوع حياة البشريّة كلها من خلال رموزها ومن خلال عناصرها الأساسية وقرّبها كلّها بفعل شكر للربّ الإله، وقرّبها كلّها بفعل تعويض، بشخصه، عن خطيئة العالم، حتى رفع العالم معه عندما رُفِعَ هوَ على الصليب.هنا ندخل في التعرّف على معاني القربان في العهد الجديد"...

هذه المقالة تسلّط الضوء على سّر القربان حسب تعابير الإنجيل,فهو الذي يحمل في حياتنا الغذاء الروحي ويدفعنا إلى عيش العلاقة القويّة الملموسة مع الربّ.إنّه الخبز الذي يُحيي، والغذاء الذي يجعل المرء يشعر بحضور الربّ وعمله...

Wednesday, 23 October 2013

الإفخارستيا في تعليم القديس يوحنا الدمشقي




في الإفخارستيا لا يصيرُ تنزيلُ المسيح من السماء بل تحويلُ العناصر: والقربان إنما هو جسدٌ بالحقيقة متّحد باللاهوت، وهو الجسد المأخوذ من العذراء القديسة، ليس على أنه الجسد الذي كان قد ارتفع إلى السماء ينحدر منها، بل إنَّ الخبز نفسه والخمر نفسه يتحوّلان إلى جسد الله ودمه. وإذا تساءلتَ عن الطريقة وكيف حدث ذلك، فيكفيك أن تستمع بأنّ ذلك يتمّ بالروح القدس. وكما أنّ الربَّ قد شخَّص لذاته وبذاته جسداً بواسطة الروح القدس من والدة الله القدّيسة، ولسنا نعرف أكثر من ذلك سوى أنّ كلام الله صادقٌ ونافذٌ وقديرٌ ولا يمكن تفسير كيفيته، غير أنه ليس مستهجناً أيضاً هذا القول بأنه، كما يتحوّل تحويلاً طبيعيّاً الخبز بالأكل والخمر والماء بالشرب إلى جسد ودم الآكل والشارب، ولا يتحوّلان إلى جسم آخر غير جسمه الأول، كذلك قل عن خبز التقدمة والخمر والماء باستدعاء الروح القدس وحلوله. فإنهما يتحوّلان تحويلاً يفوق الطبيعة إلى جسد المسيح ودمه. ولا يكونان اثنين، بل هما واحد وهو هو نفسه.

وعليه يكون لمن يتناولونه بإيمان وعن استحقاق لمغفرة الخطايا وللحياة الأبدية ولصيانة النفس والجسد. أمّا للذين يتناولونه عن غير استحقاق وبدون إيمان، فيكون لعقابهم وتعذيبهم، شأنه شأن موت الربّ. فهو للمؤمنين حياة وعدم الفساد ويؤدّيان إلى التمتّع بالسعادة الأبدية. وهو لجاحدي الرب وقاتليه يكون لعقابٍ وعذاب أبديّين.
جسد الربّ حقيقة وليس رمزاً: ليس الخبز والخمر رمزين لجسد المسيح ودمه -حاشا- بل هو جسد الربّ نفسه متألّهاً، جسد الربّ الذي يقول هو نفسه: "هذا ليس رمز جسدي، بل جسدي، ولا رمز دمي، بل دمي". وكان قبلاً قد قال لليهود: "إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه، فلا حياة في أنفسكم... لأن جسدي مأكل حقيقي ودمي مشرب حقيقي" (يوحنّا 6: 53، 55، ( 57وأيضاً: "من يأكلني يَحْيَ".

لقراءة المقال كاملا اتبع الرابط الى موقع حركة الشبيبة الارثوذكسية

Wednesday, 16 October 2013

قصيدة "رغباتي بالقرب من يسوع المحجوب في سرّ حبّه" - كلمات:القديسة تريزيا الطفل يسوع






 
1.     أيها المفتاح الصغير، آه، أنا أحسدك!
لأنّك تستطيع أن تفتح كلَّ يوم
سجن الإفخارستيا
حيث يقيم إله الحب.
لكني أقدر، يا للأعجوبة العذبة!
بجهد إيمانيٍّ واحد،
أن أفتح أيضاً بيت القربان
وأختبئ فيه قرب الملك الإلهي..

2.      أودّ لو اني
أذوبُ بقرب إلهي
وأسطع دائماً بطريقة سرية
مثل قنديل المكان المقدس...
آه! يا للسعادة... إن فيَّ ناراً،
وأستطيع أن أربح كل يوم
ليسوع عدداً كبيراً من النفوس
أضرمها بحبه...
 
3.   عند كلِّ فجرٍ، أحسدك
يا حجر (1) المذبح المقدس!
وكما في الاسطبل المبارك
عليك يريد أن يولد الأزليّ...
آه! تنازل واستجب لصلاتي،
يا مخلّصي الوديع تعالَ إلى نفسي،
فهي أبعدُ من أن تكون حجراً بارداً.
إنها تنهُّدُ قلبك!...
 
4.   يا صمدةً (2) تحفُّ بها الملائكة،
ما أشهى مصيرك!
عليكِ، كما في الأقمطة الوضيعة،
أرى، يسوع، كنزي الوحيد.
بدِّلي قلبي، يا مريم العذراء،
إلى صمدةٍ نقيّةٍ جميلة
لتقبلَ القربانة البيضاء،
حيث يحتجب حَملك الوديع.
 
5.   أيتها الصينية المقدسة،
 
عليكِ يأتي يسوع ويستريح.
 
فلتتنازل وتأتي إليَّ
 
عظمته اللامتناهية.
 
وإذ يغمر يسوع رجائي
 
فهو لا ينتظر مساء حياتي.
 
يحلّ فيَّ، وبحضوره،
 
أصبحُ شعاعاً حياً!...
 
  6.   آه  كم أحسد الكأس السعيدة
   
حيث أعبد الدمَ الالهي...
  
لكني أستطيع في الذبيحة المقدسة
  
قبوله كل ّصباح.
   
لدى يسوع نفسي أغلى
   
من آنية الذهب الثمينة.
   المذبح جلجلةٌ جديدة
  
حيث ما زال دمه يسيل لأجلي...
 
7.   يسوع، يا كرمة مقدسة ومكرّسة،                                            (يوحنا 15/5)
إنك تعرفُ، يا ملكي الإلهي،
أني عنقود ذهب،
وعليه أن يختفي لأجلك...
تحت معصرة الألم
سأبرهن لك على حبي،
         لا أريد متعةً أخرى
         غيرَ أن أضحّي كلَّ يوم بنفسي.
  
8.   آه! يا للفرح! أنا مختارة
بين حبّات الحنطة النقيّة                                                    (يوحنا 12/24)
التي تبذلُ الحياة لأجل يسوع...
عظيمة جداً نشوتي!...
أنا عروسك الحبيبة؛
يا حبيبي، تعال واحيَ فيَّ.
آه! تعال، جمالك سحرني؛
تنازل وحوّلني إليك!...
[خريف 1895]
 
(1) هي بلاطة كانت توضع في وسط المذبح تحوي ذخيرة أحد الشهداء أو القديسين.
(2) قماشة صلبة يضعها الكاهن تحت آنية القربان.
 

Saturday, 26 January 2013

جئنا لنسجد له

تجمّع "خليقة جديدة"
إذا كان احد في المسيح، فهو خليقة جديدة.(2كور 5/17)



"جئنا لنسجد له"(متى2/2)
30 يوم سجود ليسوع، مع مريم، من أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم


                                                                                                                                                           

مقدّمة:
يتكلّم التقليد المسيحيّ عن ولادات عدّة للمسيح: في حشا مريم، في ماء الأردنّ، في القبر، في قلوبنا بالنعمة وفي القربان المقدّس. يهمّنا الآن ولادتان: من حشا مريم وفي القربان، وهاتان الولادتان هما من أجلنا. الأولى تجسّد فيها في البتول مريم، فأعطته من لحمها ودمها، والثانية بعد موته وقيامته إذ وهبنا جسده ودمه المحيين في أعجوبة الأعاجيب، في القربان المقدّس، حيث نعطيه من تعب أيدينا وعرق جبيننا. ولد ليكون بيننا، مات وقام وأبى أن يفارقنا فكان سرّ الإفخارستيّا.
 هو حاضر معنا ولأجلنا، وكم هو ثمين على قلب الفادي أن نتواصل معه في وقت نخصّصه له، للسجود أمامه، نستمدّ خلاله السلام في قلوبنا ونقرّب الشرق الأوسط والعالم لحضرته فيباركهما. ونقول مع البابا بندكتوس السادس عشر: "نتوجّه إلى مريم، متّكلين على شفاعتها المستمرّة، كي تمكّننا من أن نحصل من الابن على كلّ نعمة ورحمة ضروريّتين لحجِّنا على دروب العالم. إلى الذي يحكم العالم ويحمل مصائر الكون نحن نتوجّه بثقة، بواسطة مريم العذراء". فيصبح السجود أمام القربان المقدّس عناقاً يلامس الكيان واتحاداً يداوي الجراح ويمحو الآثام ويجدّد الإنسان فيزهر الشرق والعالم سلاماً لا يقوى عليه شرّ ولا تمحوه شدّة، وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني: "تكمن الطريقة الأفضل والأكثر ثباتاً وفعاليةً من أجل إرساء سلام دائم على وجه الأرض، في القوّة العظيمة التي تنبع من سجود مستمرّ للقربان المقدّس."
إنطلاقاً مما تقدّم، يدعو تجمّع خليقة جديدة المؤمنين كافة للمشاركة في نشاط حج وسجود: "جئنا لنسجد له"، 30 يوم سجود وصلاة  ليسوع، مع مريم، أي في بيوتها وفي شهرها، من أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم.

اولاً: النشاط

"جئنا لنسجد له" هو برنامج سجود لـمدة شهر، 18 ساعة يومياً. تُوزّع الأيام على المزارات، الرعايا، الأديار والمراكز المريميّة. تتمحور حول اللقاء بيسوع المسيح في القربان والسجود أمامه، والصلاة مع مريم في بيوتها وفي شهرها، على نيّة واحدة: السلام في الشرق الأوسط والعالم.

"جئنا لنسجد له"هو ايضا برنامج حج. فالمؤمنون مدعوّون للحج الى المزارات المريميّة خلال نهايات الأسابيع الواقعة ضمن الفترة المحددة، ليلتقوا جميعا ويصلوا سويا من أجل السلام، بشفاعة مريم ومعها، حول يسوع المسيح في القربان.


ثانياً: الزمان

يبدأ حج- سجود "جئنا لنسجد له" يوم الأربعاء 1 أيار 2013 وينتهي في 30 ايار، عيد خميس الجسد.


ثالثاً: المكان
كل بيوت مريم : المزارات، الرعايا، الأديار والمراكز المريميّة مدعوة لتشارك.


رابعاً: التنفيذ
يُصمد القربان يومياً من الساعة السادسة صباحا حتى منتصف الليل(18 ساعة).
تلتزم الاماكن التي تبغي المشاركة بيوم واحد على الأقل (وهكذا تُوزّع الأيام الثلاثون على العديد من الأمكنة).
أمّا يومي السبت والأحد، فيمكن أن يبدأ السجود يوم السبت عند الساعة السادسة صباحا ويستمر من دون توقف حتى منتصف ليل الأحد ومن المفضّل ان يتم في أحد المزارات المريميّة.

 المؤمنون كافة، كهنة وعلمانيّون، من كل المناطق والرعايا، مدعوّون للاتّحاد في الصلاة وطلب السلام، بشفاعة مريم ومعها، من رئيس السلام، يسوع المسيح، القائم من الموت والحاضر ابداً في القربان المقدّس.

مختلف الجماعات الروحية والحركات الرسولية، وبخاصة المريميّة منها، مدعوة في هذه الايام الثلاثين، لإحياء ساعات سجود: صلاة، تأمل، ترنيم وصمت امام يسوع في القربان، في مختلف الأماكن المشارِكة وأيضاً في المزارات ومراكز الحج المريميّة.


رابعاً: المحاور ومواضيع التأمل
تُوزَّع مواضيع التأمل على 4  محاور:
1-      حضور يسوع الحقيقي في الأفخارستيا
2-      يسوع والسلام
3-      مريم ، المتأّمّلة والشفيعة
4-      الانسان والسلام

تهدف هذه المحاور الى خلق أرضيّة مشتركة، على الصعيدين الفردي والجماعي، لكل الذين سيشاركون بهذا النشاط.


1-المحور الأول:  حضور يسوع الحقيقي في الأفخارستيا
أ‌-   "طريقة حضور المسيح تحت الاشكال الافخارستية طريقة فريدة، ترفع الافخارستيا فوق جميع الاسرار، وتجعل منها "كمال الحياة الروحية والغاية التي تهدف اليها جميع الاسرار"(توما الاكويني). فسر الافخارستيا الأقدس يحتوي حقا ً وحقيقيا ً وجوهريا ً جسد ربنا يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهيته، ومن ثم، فهو يحتوي المسيح كله كاملا ً" ( كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 1374).

2- المحور الثاني:  يسوع والسلام

أ – يسوع رئيس السلام، ينبوعه وجوهره
يرسم لوقا في انجيله صورة يسوع الملك رئيس السلام أي مصدر السلام. عند ولادته أعلنت الملائكة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام..." (لوقا 14:2) . وعند دخوله  أورشليم هتف الشعب: "مبارك الملك الآتي باسم الرب. سلام في السماء ومجد في الأعالي" (لوقا 38:19.)
 يسوع نفسه قال للمرأة  النازفة التي شفيت عندما لمسته :"يا ابنتي إيمانك قد شفاك. اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك." واستعمل التعبير نفسه عندما غفر خطايا المرأة الخاطئة النادمة التي مسحت قدميّه بشعرها: "إيمانك قد خلّصك. اذهبي بسلام." مؤكِّدا أن السلام الذي يمنحه هو يفوق ما نعرفه عن معنى السلام بمعنى امتناع الحرب؛ لكنه سلام يعبّر عن طبيعة الله وحضوره في حياة البشر.
 إنه سلام نابع من طبيعة المسيح الإلهية يدخل الى صلب طبيعة الانسان فيصير هو ايضا ً ليس فقط طالبا ً للسلام، بل صانعا ً له : "طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون"(متى5\8).                   
يسوع المسيح يَنبوع السلام وجوهره فهو يخاطبنا مؤكداً: "سلاما ً اترك لكم، سلامي اعطيكم، ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب"(يو14\17).                                   

ب- إِنَّ السَّلامَ لَيْسَ حُلُمًا، وَلا وَهما: إِنَّه مُمكِنٌ.
اللهُ ذاتُه، في الوَاقِعِ- بواسطَةِ تَجَسُّد الابنِ وبالفِداء الَّذي حَقَّقهُ- قد دَخَلَ في التَّارِيخِ صانعًا خَلِيقَةً جَدِيدَةً وعَهدًا جَديدًا بَينَ الله والإنسان (رَاجِع: إر 31/ 31-34)، ومُعطِيًّا لَنَا إمكانية الحُصول على "قلبٍ جَديدٍ" و"روحٍ جَديدَةٍ" (رَاجِع: حز 36/ 26). ولِهَذَا السبب عَينه، فالكَنِيسَةُ مقتنعة بضَرُورَةِ التَبشيرِ مُجَدَّدًا بيسوعَ المَسِيحِ، الفَاعِل الأوَّل والأساسيّ في التَقدُّمِ الشَّامِلِ لِلشُعُوبِ وَفي السلامِ أيضًا. فيسوعُ، بالحَقِيقة، هُوَ سلامُنَا، وَعَدلنا، ومصالحتنا (رَاجِع: أف 2/ 14؛ 2 كو 5/ 18). ... إنَ كُلَّ شَخْصٍ وكُلَّ جَماعَةٍ – دِينِيّةٍ، مَدَنِيّةٍ، تربَويَّةٍ وَثقَافِيَّةٍ هِي مَدْعُوَّةٌ لِلعَمَلِ مِن أَجْلِ السَّلامِ ( رسالة البابا بندكتوس 16 في اليوم العالمي للسلام 2013، عدد 3).

3- المحور الثالث: مريم ، المتأّمّلة والشفيعة

أ – مريم المتأمّلة
 يكرِّر لوقا الإنجيليّ عدّة مرّات “أمّا مريم فكانت تحفظ هذه الأمور كلّها، وتتأمّلها في قلبها” (لوقا 2/ 19). مَن يحفظ لا ينسى، فهي متنبِّهة إلى كلّ ما قاله لها الربّ وصنعه، وتتأمّله، أي إنّها تتواصل مع عدّة أمور، وتتعمّق بها في قلبها.
نحن منشغلون في زمننا بالعديد من الأنشطة والالتزامات والهموم والمشاكل؛ وغالبًا ما نميل إلى ملء كلّ فسحات النهار، من دون الحصول على وقت للتوقّف والتأمّل وتغذية الحياة الروحيّة والصلة مع الله. تُعلّمنا مريم كم هو ضروريّ العثور في أيّامنا، وسط جميع الأنشطة، على أوقات نختلي فيها بأنفسنا، في الصمت وفي تأمّل ما يريد الربّ أن يعلّمنا، وكيف أنّه حاضر ويعمل في العالم وفي حياتنا. علينا أن نتوقّف لوقت ما ونتأمّل. ( عيد انتقال السيّدة العذراء2011 - تعليم تعليم للبابا بندكتوس 16)

ب – مريم الشفيعة
 نتوجّه إلى مريم، متّكلين على شفاعتها المستمرّة، كي تمكّننا من أن نحصل من الابن على كلّ نعمة ورحمة لازمة لحجِّنا على دروب العالم. نحن نتوجّه بثقة إلى الذي يحكم العالم ويحمل مصائر الكون، بواسطة مريم العذراء ومعها. ونحن ننظر إليها، ونقتدي بإيمانها، في الاستعداد الكامل لمشروع محبّة الله، والاقتبال الكريم ليسوع (القدّيسة مريم العذراء الملكة - تعليم للبابا بندكتوس 16.)
                                    
4-    المحور الرابع: الإنسان والسلام

أ - السلام الداخلي
 السلام لا يسود بين الناس ما لم يسد أولاً في كل منهم، أي ما لم يتقيّد كل منهم بالنظام الذي وضعه الله. أفلا يقول القديس أوغسطينوس: "هل تريد لنفسك أن تقهر الميول التي فيها؟ فلتخضع لذاك الذي في العلاء وحينئذ تقهر ما هو أسفل، فيحلّ فيك السلام: السلام الحقيقي، السلام الصافي، السلام المرتكز على النظام. وما هو النظام الخاص بهذا السلام؟ الله يسود النفس والنفس تسود الجسد. ليس ما يفوق هذا النظام" (رسالة البابا يوحنا 23 ، "السلام في الأرض"، عدد88).

ب- سلام المسيح

السلام الأرضي صورة وثمرة لسلام المسيح، "رئيس السلام" الماشيحانيّ (اش 9/5). فهو بدم صليبه "قتل العداوة في جسده" (اف2/16)، وصالح الناس مع الله، وجعل من كنيسته سرّ وحدة الجنس البشري واتحاده بالله. "إنه سلامنا" (اف 2/14). وهو الذي قال "طوبى لفاعلي السلام" (متى5/9) (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 2305).

ج نوايا محددة

الصلاة على نية المناطق الساخنة في الشرق الاوسط وفي العالم وعلى نية سكّانها وذكرها بالأسماء.


خاتمة:
"جئنا لنسجد له" ولنكتشف معاً حضور يسوع الحقيقي في الإفخارستيا، فنحيي في سنة الإيمان، في بيوت مريم ومزاراتها، وفي شهرها المقدّس، في أيّار، هذا الاتحاد بينها وبين يسوع. ولأنه ما من أحد كرّس نفسه لتأمُّل يسوع بهذا القدر من المثابرة مثل مريم (البابا بندكتوس16)، نوحّد الصّلوات، معها، في نيّة واحدة، ليحل سلام ينبوع السلام في الشرق الأوسط والعالم، في الشهر المريميّ الذي لا تخلو رزنامته هذه السنة من الأعياد التي تبدأ بخميس الصعود فنرتقي في سجودنا الخاشع إلى الآب، وتتحد العائلة وتجدد عهودها لله في عيد العيلة، فيحلّ الروح القدس في عيد العنصرة كما حلّ على التلاميذ، ونثبت في المسيح ومعه ونختم سجودنا في خميس القربان. عسى تحلّ الذكرى الخمسين لرسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين "سلام في الأرض"، والمصادفة بعد شهور قليلة، والمعمورة تملأها روح الله وسلامه.

فلنأت لحصد النعم من خلال الحج – السجود "جئنا لنسجد له"، ولبناء علاقة شخصيّة مع يسوع الحيّ، ولنتأمل، كمريم، في لقاء يُلغي المسافات بين السماء والأرض، بين يسوع والإنسان، فنصبح حقاً وحقيقة خليقة جديدة بالمسيح يسوع.



للمشاركة في "جئنا لنسجد له"  يرجى الاتصال بتجمّع خليقة جديدة عبر احدى الوسائل التالية:

-          هاتف 961 3 257817
-          بريد الكتروني: newcreationleb@gmail.com

للمزيد من المعلومات  ولمتابعة اخبار النشاط زوروا صفحتنا على الفيسبوك:  facebook.com/mayadoration