في الإفخارستيا لا يصيرُ تنزيلُ المسيح من السماء بل تحويلُ العناصر: والقربان إنما هو جسدٌ بالحقيقة متّحد باللاهوت، وهو الجسد المأخوذ من العذراء القديسة، ليس على أنه الجسد الذي كان قد ارتفع إلى السماء ينحدر منها، بل إنَّ الخبز نفسه والخمر نفسه يتحوّلان إلى جسد الله ودمه. وإذا تساءلتَ عن الطريقة وكيف حدث ذلك، فيكفيك أن تستمع بأنّ ذلك يتمّ بالروح القدس. وكما أنّ الربَّ قد شخَّص لذاته وبذاته جسداً بواسطة الروح القدس من والدة الله القدّيسة، ولسنا نعرف أكثر من ذلك سوى أنّ كلام الله صادقٌ ونافذٌ وقديرٌ ولا يمكن تفسير كيفيته، غير أنه ليس مستهجناً أيضاً هذا القول بأنه، كما يتحوّل تحويلاً طبيعيّاً الخبز بالأكل والخمر والماء بالشرب إلى جسد ودم الآكل والشارب، ولا يتحوّلان إلى جسم آخر غير جسمه الأول، كذلك قل عن خبز التقدمة والخمر والماء باستدعاء الروح القدس وحلوله. فإنهما يتحوّلان تحويلاً يفوق الطبيعة إلى جسد المسيح ودمه. ولا يكونان اثنين، بل هما واحد وهو هو نفسه.
وعليه يكون لمن يتناولونه بإيمان وعن استحقاق لمغفرة الخطايا وللحياة الأبدية ولصيانة النفس والجسد. أمّا للذين يتناولونه عن غير استحقاق وبدون إيمان، فيكون لعقابهم وتعذيبهم، شأنه شأن موت الربّ. فهو للمؤمنين حياة وعدم الفساد ويؤدّيان إلى التمتّع بالسعادة الأبدية. وهو لجاحدي الرب وقاتليه يكون لعقابٍ وعذاب أبديّين.
جسد الربّ حقيقة وليس رمزاً: ليس الخبز والخمر رمزين لجسد المسيح ودمه -حاشا- بل هو جسد الربّ نفسه متألّهاً، جسد الربّ الذي يقول هو نفسه: "هذا ليس رمز جسدي، بل جسدي، ولا رمز دمي، بل دمي". وكان قبلاً قد قال لليهود: "إن لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه، فلا حياة في أنفسكم... لأن جسدي مأكل حقيقي ودمي مشرب حقيقي" (يوحنّا 6: 53، 55، ( 57وأيضاً: "من يأكلني يَحْيَ".
لقراءة المقال كاملا اتبع الرابط الى موقع حركة الشبيبة الارثوذكسية
No comments:
Post a Comment